admin123456
تونس اسيا العتروس
« سنعيد اعمار غزة مهما احتاج الأمر من الوقت » .. « عودة أهلنا في غزة الى بيوتهم المدمرة التي هدمها الاحتلال أفضل رد على خطة ترامب أنهم صامدون و متمسكون بالأرض وأنهم لن يتخلوا عن غزة تحت أي ذريعة كانت » .. بهذه الكلمات استهل الشيخ عكرمة صبري حديثه مع « أفرو نيوز 24 » و نحن نلتقيه في مقر إقامته في تونس , رغم فعل الزمن وامعان الاحتلال في استهدافه و إيقافه أو إبعاده فضلا عن محاولات سحب بطاقة إقامته في القدس فقد كان كما عهدناه في لقاءات سابقة عبر الهاتف هادئا هدوء الحكماء متحمسا حماس الشباب في حديثه عن المشهد الفلسطيني الراهن بكل التحديات القائمة في ظل انعكاسات حرب الإبادة في غزة و امتدادها إلى جنين في الضفة الغربية ، و لكن أيضا في ظل تصريحات الرئيس الامريكي ترامب المتواترة حول تهجير أهالي غزة و اخضاع غزة لإدارة الأمريكيين .
و قد وصف الشيخ عكرمة صبري ما تقدم به ترامب بشأن غزة بأنه اقتراح ظالم غير إنساني و غير حضاري و مرفوض جمله و تفصيلا, مشددا على أن الفلسطيني ثابت على أرضه كما أن فلسطين ثابتة أيضا في هويتها وهي ثابتة أيضا بوجود الأقصى في قلب فلسطين وهي مرتبطة بأرض مقدسة و بينها و بين الفلسطينيين ارتباط عقيدة و دين .
و دعا الشيخ عكرمة صبري العرب و كل العالم الى دعم موقف مصر و الأردن لرفض تهجير الفلسطينيين و تحديدا تهجير أهالي غزة ، و قال ” عليهم ” أن يصحوا من غفلتهم و يستعيدوا وعي ضمائرهم و يتحركوا لمنع قرار ترامب الجائر و معه صفقة القرن ، و عليهم أن يرفعوا أصواتهم عاليا ضد صفقة القرن مرفوضة ، كما حث الدول المعنية مصر و الاردن على عدم الرضوخ لضغوط ترامب و رفض خطته بقوة في العلن .
و قال الشيخ عكرمة صبري “ما حدث من خذلان لغزة و لفلسطين لا يغير من الحق شيئا ” ،مضيفا ” أنه من حق كل شعوب العالم أن تنتفض ضد الإحتلال و من حق كل شعوب العالم و الشعب الفلسطيني أحدها أن تتحرر و تستقل .
و خلص مفتي القدس بالقول الخذلان دائما متوقع و لا يهز من الحق شيئ و نحن ثابتون على الأرض المقدسة التي قررها الله لنا من فوق سبع سماوات “.
يقول محدثنا أن الفلسطينيين لم يعتمدوا في مرابطتهم على أرضهم على ترخيص من ترامب أو غيره ولا من الأمم المتحدة لانهم بكل بساطة متجذرون منذ آلاف السنين على أرض فلسطين ، مضيفا “أن تاريخنا يمتد الى 7500 سنة قبل الميلاد والعرب الكنعانيون الاصليون من جزيرة العرب أما من الناحية العقائدية فإن هناك ترابط عقائدي ديني أيضا تكرسه معجزة الاسراء و المعراج .
الشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى و مفتي القدس سابقا كان و لا يزال الصوت الذي يجمع المقدسيين في مواجهة انتهاكات الاحتلال للاقصى و محاولات منع المصلين إليه أو كذلك منع رفع الآذان في الأقصى ’ امعان الاحتلال على اقتحام بيته و اعتقاله وابعاده عن القدس أكثر من مرة لم يزده إلا إصرارا على فضح الإحتلال و التصدي لمحاولات تهويد الأقصى , يذكر أنه اعتقل آخر مرة بعد بعد ساعات من إلقائه خطبة الجمعة في القدس ، ونعيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في عملية تبنتها إسرائيل لاحقا .
و يؤدي الشيخ عكرمة صبري زيارة إلى تونس بدعوة من جامعة الزيتونة و أجرى سلسلة من المحاضرات و التقى رئيس الجمهورية قيس سعيد كما كان له لقاء في مقر نقابة الصحفيين التونسيين .
و شدد الشيخ عكرمة صبري على أهمية سلاح الاعلام في المعركة الراهنة معتبرا أن صورة الإحتلال تراجعت كثيرا لدى الرأي العام الدولي الذي اكتشف ان الاحتلال يخدعه بادعاء دور الضحية و أن حجم الدعم المالي و الإعلامي لكيان الإحتلال في تراجع بفضل رسالة الإعلام التي فضحت الاحتلال و أزاحت عنه الغطاء الذي كان يتدثر به ، معتبرا أنه لم يعد بالإمكان الظلم أن يستمر ولا الإحتلال أن يطول وأن ما يجري في أي مكان في العالم يمكن نقله و فضح أمام أعين العالم في لحظات .
