العربية Français Anglais Facebook YouTube

السفير العُماني في تونس في حوار لوات .. يتحدث عن المستقبل المشترك بين البلدين

تونس ، 15 أفريل 2025 (نرجس بديرة -وات) بمناسبة مرور 54 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان والجمهورية التونسية، أجرت وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) حوارًا خاصًا مع الدكتور هلال بن عبدالله السناني، سفير سلطنة عُمان بتونس، تحدّث فيه بإسهاب عن عمق الروابط التي تجمع البلدين، وآفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري، وكذلك التنسيق السياسي والثقافي والتربوي بين البلدين الشقيقين. في ما يلي نص الحوار..      -تمر 54 سنة على إقامة العلاقات الديبلوماسية العمانية التونسية، فبعد هذه الفترة من التعاون الدبلوماسي بين عمان وتونس، كيف تصفون تطور العلاقات بين البلدين على مر السنين؟ وهل هناك محطات فارقة يمكن أن نذكرها؟ تعتبر القواسم المشتركة بين الشعبين الشقيقين العماني والتونسي كثيرة ومتعددة تطورت وتميزت وتعززت بتقارب وجهات النظر بين القيادتين الحكيمتين في سلطنة عمان وتونس عبر الزمن، وقد شهدت السنوات الأربع والخمسين الماضية تطورا بارزا في مختلف مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين، وقد برز ذلك في تزايد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم واللقاءات والانعقاد المتواصل للجنة المشتركة العمانية التونسية خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين. في ظل الإرادة المشتركة للبلدين في تعزيز التعاون بينهما في كافة المجالات، فإن هناك فرص واعدة كثيرة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، بما يتوافق مع تطلعات رؤية عُمان 2040 والخطط التنموية للجمهورية التونسية الشقيقة، فما هي المجالات التي تركز فيها سلطنة عمان لتعزيز التعاون مع تونس في الفترة الحالية؟ منذ إنطلاق رؤية عمان 2040 والتي أشرف على إنجازها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، وتبنى توجهاتها، أرست دعائم النمو والطفرة الاقتصادية في سلطنة عُمان والتي لا تستقيم إلا بالتواصل والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة ومن بينها الجمهورية التونسية التي لها تجربة بارزة في الخطط التنموية، ولعل التعاون لا يتركز في مجال بعينه بين البلدان بقدر ما يتنوع في مجالات عديدة منها المجال الاجتماعي والمجال الاقتصادي والمجال الثقافي ويتطور بتطور الأزمان، حيث أن اليوم نتكلم على الطاقات المتجددة

والاستثمار في الذكاء الاصطناعي وهي من المجالات الواعدة. كيف تنظرون إلى مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية بين تونس ومسقط في الوقت الراهن؟ في ظل الإرادة المشتركة للبلدين في تعزيز التعاون بينهما في كافة المجالات، فإن هناك فرص واعدة كثيرة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، بما يتوافق مع تطلعات رؤية

عُمان 2040 والخطط التنموية للجمهورية التونسية الشقيقة، وهو ما سوف تحرص السفارة على العمل عليه بشكل أكبر خلال الفترة القادمة. هل هناك مشاريع أو اتفاقيات جديدة قيد التفاوض بين عمان وتونس أو مشاريع مشتركة ملموسة في الوقت الراهن بين البلدين التي يمكن أن تساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي

بشكل أكبر؟ سؤال في محله، يوجد اليوم عدد (44) اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي بين الجانبين في عدة مجالات أبرزها التعاون الثقافي والتربوي والفني، والتعاون الإعلامي والصحي

وتشجيع الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي، والتعاون السياحي وغيرها من المجالات الواعدة الأخرى.  -فيما يخص التعاون في مجال التجارة، هل يمكن أن تخبرنا معاليكم عن أبرز التحديات التي قد تواجهونها في هذا المجال؟ يعتبر تطوير التعاون في المجال التجاري من أبرز الملفات المطروحة بين البلدين الشقيقين من أجل زيادة المبادلات وتعزيز فرص الاستثمار بين البلدين،  وهو ما طرح خلال لقاء

سمير عبيد وزير التجارة وتنمية الصادرات في إطار زيارة وفد رجال الأعمال لغرفة تجارة وصناعة عُمان فرع محافظة الداخلية برئاسة سيف بن ناصر الطيواني رئيس الفرع

خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 26 جانفي 2025.  و في نفس الإطار ساهمت السفارة في توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية بتاريخ  24 جانفي 2025 بين وفد رجال الأعمال الممثل لغرفة تجارة وصناعة عُمان فرع محافظة

الداخلية وعدد من رجال الأعمال التونسيين في مجالات مختلفة، ونتطلع إلى مزيد اللقاءات والزيارات بين وفود البلدين الشقيقين من رجال الأعمال في مختلف القطاعات

من أجل رفع المبادلات التجارية بين البلدين. نمر الى التعاون في مجال الطاقة المتجددة، هل يمكنكم التحدث عن أبرز المبادرات التي قد يتم تبنيها لتعزيز التعاون بين عمان وتونس في هذا المجال الحيوي؟ دعت اللجنة المشتركة العمانية التونسية  المنعقدة في 31 جانفي 2024 بمسقط إلى دعم وتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها

من خلال تبادل الخبرات وإقامة ندوات مشتركة ودورات تدريبية والتعاون في مجال البحث والتطوير، وفي هذا الإطار تم الترتيب لزيارة وفد الشركة التونسية للكهرباء والغاز

الدولية للخدمات إلى سلطنة عمان للقاء الهيئات المختصة بترويج الاستثمار وزيارة لشركة (نماء) خلال الفترة الممتدة  من 4-9 مارس 2024، كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين

الشركة التونسية للكهرباء والغاز الدولية للخدمات واتحاد أنوار المجد عمان – المركز الوطني للطاقة خلال زيارة وفد رجال أعمال من غرفة تجارة وصناعة عمان خلال

الفترة الممتدة من 09 الى 16 جانفي  2025.وتعمل السفارة على تعزيز التعاون في هذا المجال نظرا لأهميته في تعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة وهو من أولويات رؤية

عمان 2040.  -على الصعيد السياحي، هل هناك فرص لتوسيع التعاون في هذا المجال بين عمان وتونس؟ وهل يمكن أن نشهد تزايدا في حركة السياح بين البلدين؟ وهل هناك فرص لفتح أسواق

جديدة في هذا المجال؟ تعتبر الفرص الاستثمارية في المجال السياحي واعدة بين البلدين الشقيقين وتعمل الجهات الرسمية على تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في سنة 2010 القائمة على ضرورة

ترسيخ روابط الصداقة القائمة بينهما حيث يعتبر قطاع السياحة عنصرا فعالا لتعزيز التنمية الاقتصادية. وفي مجال الثقافة، كيف ترون حضرتكم دور الثقافة والفنون في تعزيز العلاقات بين الشعبين العماني والتونسي؟ تطورت في السنوات الأخيرة العلاقات الثقافية العمانية التونسية وتزايد تبادل الخبرات حيث شاركت عديد الفرق العمانية في فعاليات ثقافية تونسية وكان لها الصدى الكبير

ونعمل على تعزيزها في قادم الأيام ، حيث من المنتظر أن تشارك سلطنة عُمان في مهرجان قرطاج لهذا العام 2025، كما تشهد الساحة العمانية مشاركات تونسية بارزة في المجال المسرحي والفني والفن التشكيلي، إضافة إلى المجال الرياضي الذي يزخر بالتعاون بين البلدين، وفي مجال التراث فإن بلدي سلطنة عمان وإيمانا منه بأهمية المعالم الأثرية في المحافظة على الهوية والتاريخ، تعمل مع شقيقتها الجمهورية التونسية على تعزيز دور المعالم الأثرية في تونس من خلال مشروع ترميم بعض المعالم ذات الأهمية التاريخية ومشروع تبادل الخبراء في هذا المجال أيضا، ونتطلع إلى مزيد من التعاون المشترك. ماذا عن التعاون في المجال الأكاديمي؟ هل هناك أفق لتوسيع الفرص للطلاب العمانيين للدراسة في تونس والعكس أيضًا؟ يعتبر التعاون الأكاديمي من أبرز المجالات النشيطة بين البلدين حيث تستقطب الجامعات التونسية عددا هاما من طلبة مرحلة الدكتوراه والماجستير العمانيين، وتعمل السفارة على تنويع التعاون وتوسيع مجالاته في هذا الإطار من خلال العمل على زيادة عدد الطلبة العمانيين الدارسين في تونس سواء عبر المنح الحكومية أو على النفقة الخاصة، إضافة  إلى رغبة السفارة في تعزيز دور مشاريع التوأمة بين الجامعات والذي يعتبر من الأهداف التي يمكن العمل عليها، إضافة إلى مراكز البحث العلمي وتبادل الخبراء بينها، وكذلك العمل على الاستفادة من التطورات التقنية وأجيال الذكاء الاصطناعي والروبوتات وما تنتجه الجامعات من مشاريع مشتركة. وفق رأيكم كيف تساهم الجالية التونسية في سلطنة عُمان في تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية؟ لا يمكن اعتبار التونسيين الموجودين في عمان جالية أجنبية بل هم أخوة يعاضدون بجهودهم العمانيين، ونعتبرهم أخوة لنا وسند على الدوام، فأغلبهم إما مدرسون أو أطباء أو رجال أعمال يستثمرون في عدد من المجالات، ويتواجدون بمختلف المحافظات العمانية ويساهمون في الدورة الاقتصادية وفي الفعاليات الثقافية، وعلى سبيل الذكر فإن “الجبة والشاشية” التونسية أصبحت معروفة في سلطنة عُمان وتباع في بعض أسواقها.

فيما يتعلق بالشأن الدولي، كيف تساهم سلطنة عمان في تعزيز الاستقرار في المنطقة بشكل عام؟ على مر العصور فإن العلاقات بين البلدين الهادئين في المنطقة العربية تعتبر نموذجية لما لهما من خصائص متميزة في إدارة الملفات المحلية والإقليمية وتطابق في الآراء بخصوص الملفات الساخنة وأبرزها القضية الفلسطينية وتطوراتها الأخيرة منذ 7 أكتوبر2023، لم تتوقف وزراتي الخارجية عن التنديد بما يحصل للشعبين الشقيقين من ممارسات غير إنسانية وطالبت كل منهما المجتمع الدولي بالوقوف لنصرة الشعب الفلسطيني.

ختاما ما هي رسالتكم للشعبين العماني والتونسي في ظل هذه العلاقات المتميزة؟ شكرا جزيلا على هذا الحديث، إنني اليوم بصفتي سفيرا لبلدي في الجمهورية التونسية الشقيقة فخور بالعلاقات النموذجية بين البلدين الشعبين الشقيقين ونعمل جاهدين بالتنسيق مع الاخوة المسؤولين بالحكومة التونسية وبقيادة فخامة الرئيس قيس سعيد حفظه الله ورعاه للمضي قدما لمزيد التعاون في مختلف المجالات. العالمي-بن

  • Related Posts

    واشنطن وطهران يأخذان «الخلافات» إلى جولة رابعة ..

    في إطار الجهود المستمرة لحل النزاع النووي، اختتمت إيران والولايات المتحدة الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة في سلطنة عمان؛ حيث تم الاتفاق على استئناف النقاشات، الأسبوع المقبل، في مسقط،…

    على هامش أزمة الرسوم الجمركية: هل يكون ترامب غورباتشوف أمريكا ؟ بقلم محمد النوري

    بقلم الخبير الاقتصادي الدولي محمد النوري ما يحدث اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية من زلزال اقتصادي غير مسبوق منذ إعلان الرئيس ترامب عن فرض سياسة الرسوم الجمركية على اكثر من…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *