على خلفية مشاهد التعذيب التي أثارت جدلاً واسعاً والتي سربت من سجن قرنادة الواقع شرقي ليبيا في مناطق سيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أدانت وزارة العدل في حكومة الوحدة الوطنية، في بيان لها، استمرار ممارسات التعذيب والإخفاء القسري التي كشفت عنها المشاهد المسربة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذه الانتهاكات تمثل جريمة ضد الإنسانية وخرقًا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. ودعت في بيان لها، إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين والمختفين قسرياً، وفتح تحقيق شفاف في هذه الممارسات البشعة لمحاسبة المسؤولين عنها.
كما شدد على ضرورة وضع حد لأشكال التعذيب والمعاملة اللاإنسانية في السجون ومراكز الاحتجاز، وضمان احترام الكرامة الإنسانية وفقًا للمعايير الدولية.
كما أكد البيان التزام الوزارة بمواصلة الجهود لحماية حقوق الإنسان ومكافحة أشكال الانتهاكات التي تستهدف كرامة الإنسان وحقه في الحياة بحرية وأمان.
دولياً، عبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها البالغ إزاء مقاطع فيديو تزعم أنها تظهر معتقلين يتعرضون للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة في سجن قرنادة الخاضع لسيطرة قوات حفتر، حسب نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة ديانا الطحاوي، خلال تصريح خاص لقناة الأحرار.
وأوضحت أن المنظمة بصدد إجراء المزيد من التحقيقات بشأن هذه الادعاءات، وفي الوقت نفسه دعت السلطات إلى فتح تحقيقات محايدة ومستقلة وشاملة وسريعة بهدف محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
كما طالبت «العفو الدولية» بإبعاد الأشخاص المشتبه في ارتكابهم هذه الانتهاكات من أي مناصب تمكنهم من تكرارها أو التدخل في نزاهة التحقيقات. وجددت المنظمة دعوتها للسلطات الليبية بالسماح للمراقبين المستقلين بالوصول «دون قيود أو إعلان مسبق» إلى سجن قرنادة وغيره من السجون ومراكز الاحتجاز الخاضعة لسيطرة قوات حفتر.
وأشارت إلى أنها وثقت باستمرار حالات تعذيب وسوء معاملة في السجون ومرافق الاحتجاز الخاضعة لسيطرة قوات حفتر، بما في ذلك جهاز الأمن الداخلي والأجنحة العسكرية في قرنادة.
وأكدت المنظمة أن أساليب التعذيب الشائعة تشمل الضرب بأدوات مختلفة مثل أنابيب المياه والجلد، والتعليق في أوضاع مؤلمة، والتهديد بالاغتصاب، لافتة إلى أن عائلات المعتقلين في قرنادة اشتكت منذ فترة طويلة من حرمانهم من الزيارات والتواصل مع ذويهم لسنوات في بعض الحالات.
وأثارت تسريبات حديثة لمقاطع فيديو من داخل سجن قرنادة سيئ السمعة، صدمة واسعة النطاق، حيث كشفت عن ممارسات تعذيب وحشية وغير إنسانية يتعرض لها السجناء، وسط اتهامات لقوات خليفة حفتر بالمسؤولية عن هذه الانتهاكات.
وتحصلت «القدس العربي» على نسخة من هذه المشاهد التي تظهر لحظة تعذيب عدد من العاملين في السجن لآخرين بشكل وحشي وإجبارهم على الانبطاح بوضعيات معينة لأوقات طويلة. وأظهرت المقاطع المسربة أساليب تعذيب متنوعة، حيث يتعرض السجناء للضرب المبرح باستخدام العصي والأسواط والأيدي، ما يرجح وقوع إصابات بالغة، وكدمات، وكسور.
وحسب سجناء سابقين في سجن قرنادة، فإن المعتقلين يتعرضون لحالات صعق بالكهرباء لأجزاء مختلفة من أجسادهم، علاوة على حرمانهم بشكل متكرر من النوم لفترات طويلة، ومن الطعام والشراب الآدمي، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية. ويضم سجن قرنادة سجناء سياسيين يعارضون حفتر، وقد أدانت منظمات حقوق الإنسان بشكل متكرر الانتهاكات داخل السجن، مطالبة بإجراء تحقيق فوري ومستقل، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
ولم تعلق السلطات الأمنية في شرق ليبيا على هذه التسريبات التي دفعت عدداً من الليبيين إلى استدعاء سيرة سجن صيدنايا السوري سيئ السمعة.
ويشار إلى سجن قرنادة من واقع التقارير الأممية السابقة، بأنه سيئ السمعة بالإضافة إلى سجون كثيرة شرق ليبيا وغربها وجنوبها، من بينها معيتيقة، والهضبة، وصرمان، بالإضافة لسجن طارق بن زياد التابع لكتيبة نجل حفتر.
إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي ينشر فيه تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 470 يوماً: ▪️(470) يوماً استمرت حرب الإبادة…